الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير
محمد العزيزي – كانت تسمع صراخ طفلها ودموعها تنهمر على وجنتيها كالمطر º حاولت مرارا أن تدق باب المنزل بهدوء خشية الفضيحة . استحلفت زوجها المتوحش في تعاملاته معها وطفلها الرضيع º كانت توشوش في الكلام معه من أحد شقوق الباب º تستحلفه بالله بالكون بالشجر والحجر وبمن يحب وبما يعزه وبأغلى شيء يمكن أن يحرك مشاعره وعواطفه º حتى يعطيها طفلها الرضيع حتى تعتق وتشبع جوعه وتسكت صراخه وبكاءه . كانت تتحدث إليه وهي ترتجف من شدة البرد والريح والخوف من دابة الليل المعتم º تلتفت يميناٍ وشمالاٍ عل القدر يمدها بشيء من السماء لتواجه به محنتها أو يخلصها من عذاب قد يطول أمده .. صراخ الطفل الذي لم يتجاوز الخمسة أشهر يملئ ذلك المنزل º وكأنه يقول لأبيه (لا تفعل ما تفعل بأمي دعني أرتشف منها الحنان وأسكت جوعي) .. دخل الليل ثلثه الأخير وتلك المرأة تقاوم الظلم بالدعاءº بالبكاءº تناشد ضمير زوجها الرحمة والعطفº لكن ذلك لم ينفع في حين كان صراخ الطفل الجائع المتعطش لحضن أمه هو السلاح الذي يجز الضمير الميت لأبيه º لحظات لتسمع الأم اقتراب صراخ الطفل من الباب حتى أنها ابتهلت وبدأت الفرحة تجتاحها وكأنها ستنجو من الهلاك º فتح الزوج الباب وهدد أم الطفل بالقتل إن حاولت الفرار أو الصراخ طلباٍ للنجدة º وأمرها بأن ترضع صغيرها لبضع دقائق وتعيده إليه حتى يهدأ من صراخه وينام .. فعلت الأم ما أراده زوجها أرضعته وهي محشورة بإحدى زوايا الباب ( عتبة المنزل ) وسط نباح الكلاب وصرير الرياح التي تجرف معها رذاذ التربة والحصى .. ترضعه وهي ترتجف من شواظ البرد وقسوته º ظلت منكبة حاضنة للطفل بغية حمايته من عوامل تلك الليلة القارسة والقاسية وتدفئته لينام º بادرها الأب بلكزها بعصا ” صميل ” خشبي وطلب الطفل فأخذه منها وأغلق الباب وعاد إلى مخدعه بكل برود وتجرد من الإنسانية تاركاٍ زوجته وأم طفله في العراء تتجرع قسوة البرد والخوف . طال الليل وطالت ساعاته º ظلت المرأة تفكر طوال تلك الساعات بما يجب أن تفعله عند طلوع الفجر º كان المنطق والعقل قد حسم تفكيرها بأن تلجأ إلى أبيها ولا خيار غيره .. سمعت المؤذن يفتح الميكرفون يؤذن الأذان الأول وبعده أذان صلاة الفجر وبدأ الشعاع يكسر ظلام الليل وصوت العصافير ينشد معزوفة الصباح الباكر .. وحتى لا يشمت بها الجيران وأهل القرية غرب مدينة تعز . انطلقت المرأة المغلوبة على أمرها سيراٍ على الأقدام إلى قريتها الأصل سكن والدها على بعد 30 كيلومتراٍ من قرية زوجهاº كانت وهي تقطع المسافات تفكر كيف ستكون ردة فعل والدها ¿ . وهل سينصفها عندما تشرح له كيف عاشت ليلتها ¿ ظلت تؤكد وتنفي حقيقة موقف والدها .. ساورها الشك بأن لا يقف معها خاصة ووالدها متزوج أخت زوجها وكذلك أخوها هو أيضاٍ متزوج بأخت زوجها .. بدت الزوجة الهاربة بنظر زوجها إلى مشارف قريتها وهي مسرعة الخطوات º اقتربت من منزل والدها سمعت أخاها الصغير يبشر بقدوم أخته زوجة خاله º انتفضت الخالة زوجة أبيها للتأكد من خبر ولدها º التقت بها بباب المنزل وهي ترحب بها وتسأل .. خير ما الذي حصل ¿! كانت الإجابة هادئة (لا شيء) .. صعدت إلى سطح المنزل تبحث عن أبيها فوجدته يحتسي فنجان الشاي فرمت بنفسها إلى حضن والدها تجهش بالبكاء ودمعها يفيض وهو يطبطب عليها بغية تطمينها º لحظات وبدأ الأب يسأل عن تفاصيل المشكلة .. سردت البنت ذات الـ(23)عاما المشكلة بكل تفاصيلها وكيف عاشت ليلتها جوار باب المنزل وما عانت فيه من أهوال وقسوة ليالي الشتاء الباردة . كعادة الآباء لم يقتنع الأب بتفاصيل الحكاية التي سردتها ابنته º وظل يفكر ويسأل عن تفاصيل دقيقة .. وكان من ضمن تلك الأسئلة حين سأل عن جذور المشكلة التي أدت إلى كل هذه التطورات º أجابته طمعاٍ بإنصافها من زوجها وبدأت تحكي القصة أن زوجها بندر صارحها بأنه لا يحبها طالما وعشيقته ما تزال على قيد الحياة فهو يحب ويهوي (كوكب) صديقتها وإحدى جيران زوجها بندر والتي لا تفارقها عندما يذهبن إلى البئر باكراٍ لجلب الماء º وهذا الغرام بينهما منذ طفولته .. خلال وصفها حالة زوجها العاشق لأبيها أكدت له أن بندر يعيش حالة جنونية وصلت حد الضرب والإهانة وتهديدها بالقتل والتصفية وأنها لا تستطيع العيش معه لو كلفها الأمر حياتها .. واختتمت حديثها مع والدها بطلب تخليصها منه وتمكينها من رعاية ابنها الرضيع مقابل أنها تتنازل عن كل حقوقها º وترجت والدها عدم إجبارها على العودة إليه مهما كانت الأسباب . مرت ثلاثة أيام من هروب (هاجر) أم الطفل أيمن تنتظر قرار والدها والشوق يراودها بلقاء أيمن واحتضانه بعيداٍ عن الظلم والتسلط والوحشية في التعامل .. الأب وابنه صهرا زوج هاجر تدارس الوضع ويبدو أن القرار قد اتخذ دون مساءلة بندر عن سوء سلوكه وتماديه بالضرب المبرح لزوجته هاجر دون سبب ذلك القرار توصل إليه الأب وابنه تحت بند مصلحتهما وخوفاٍ من تطور هذه المشكلة إلى زوجتيهما وتوسع الخلاف º فما كان منهما إلا أن بادر الأب بعد تناول وجبة الغداء بمصارحة ابنته بالقرار º حين طلب منها العودة إلى زوجها وبذات الطريقة التي جاءت بها إلى منزل والدها وبدون علم زوجها وأنها لابد من تنفيذ قرار والدها وأخيها بالعودة إليه .. صرخت هاجر في وجه أبيها رافضة القرار جملة وتفصيلاٍ º شارحة معاناتها وما تلقاه من عذاب وإهانة دون أدنى احترام لعائلتها وأبيها وأخيها على وجه التحديد º كل تلك المحاولات باءت بالفشل مع إصرار أبيها بالعودة دون نقاش وتهديدها بالضرب والعذاب إن لم تنفذ رغبة والدها º خاصة بعد وعده لها بزيارتها بعد يوم من عودتها إلى زوجها ومناقشته حول أفعاله .. عندما رأت هاجر إصرار والدها ومباركة أخيها للقرار عزمت هي الأخرى اتخاذ قرار حاسم يخلصها من كل تلك المعاناة º غادرت هاجر منزل والدها عند الساعة الثانية من بعد الظهر وهي مكلومة مقهورة تمشي وهي تتمتم وتحاور نفسها وتدعو لابنها بالحياة السعيدة والرشاد حتى يأخذ بحقها ممن ظلمها .. ما من امرأة تصادفها على الطريق إلا وطلبت منها أن تقول لوالدها أنها في ذمته وأنها ستقتص منه وزوجها على ظلمهما لها º لم تبعد هاجر كثيرا عن منزل والدها حتى وصلت إلى بئر القرية أخذت من إحدى النساء الدلو فرمت به إلى البئر ثم شربت منه وغسلت وجهها مودعة نساء القرية اللاتي غادرن البئر º لم تتوانى هاجر وتنتظر ابتعاد النساء بضعة أمتار حتى خلعت نعليها وتركت جهاز التلفون عليهما لتقفز إلى غياهب البئر مطلقة صرخة مدوية سمعها أهل القرية وما جاورهاº التفتت النساء صوب ذلك الصوت المدوي º في لحظة من الذهول رمت جميعهن ما على رؤوسهن من جرار الماء “دباب الماء” صارخات بالاستغاثة من أهل القرية إنقاذ الغريقة ( هاجر) رغم استجابة كل أبناء القرية إلا أن هاجر اختفت في قعر البئر ولم ينتشل جثتها إلا غواصين جاء بهم البحث الجنائي صباح اليوم التالي عندما استدعاهم أهل القرية . استجوب فريق البحث الجنائي الأب وأخا هاجر وبعضاٍ من أهل القرية وبعد جمع الاستدلالات ومحاضر الاستجواب وتبرع أحد المحامين من أهل القرية بالترافع عن قضية هاجر … زج الأمن بالأب وابنه وزوج هاجر في السجن لمعرفة أسباب ودوافع إقدام المرأة على الانتحار في البئر ومسؤوليتهم جميعاٍ في الجريمة ودفع المسكينة إلى التخلص من كل تلك المعاناة º ومع ذلك انتهت القضية بتسجيلها ضد مجهول وضياع حقوق هاجر التي كانت تتمنى أن تعيش برفقة رضيعها بسلام بعيداٍ عن الظلم والظلام ونباح الكلاب المنتشرة كمثيلاتها من النساء ..